Sunday, July 17, 2016


اموتُ فيكِ

 


عادتْ الى دمشق
و عدتُ:

ربي كما خلقتني
لا بيت
لا شجرة
سوى اني املكُ دوائرَ  "بن زريق"
اجدِلُها
لأخرجَ حيّا

فأراني أعصرُ البرتقال لكِ
و الجزرَ المقشرِ
و ما تبقّى من العسل
كي

 أحيا و اموتَ فيكِ


انا الصريخُ

أحبُّ فاكهةَ الشامْ
يا منْ أخذَتْكِ

 الرّجفةُ
تفرينَ من "نجدٍ"  كما  "الحجاز"

فتنتكِ الشآمُ

تُضِلُّكِ و تُهديكِ

الوجوهُ تغرفُ من النهر


 

حزنُكِ المثاليُّ

 

حزنُ السيداتِ اللواتي اجتمعن عند قبرِ وليٍ صالح

و اتكأنَ على أغصانِ ليمونةٍ

حيث اختبأتْ تحت جلابيبهن السود العصافيرُ البرية

هربا من الصياد

 
 

هذا الحزن يزهر كل لحظة

 سوسنة،

 فأميل ما استطاع قلبي من فرحٍ

 أن أتوجَ رأسكِ بالقُبلِ

 فيموج الحزن للأعلى كي ينتشلَ الغريقَ

و يوقظَ النائمُ

و يُحي الميت.

 

 

حزنكِ بوابةٌ دمشقيةٌ في العصر العباسيّ

 ينبش جراح البنين و البنات

و يزور قبر "خالد بن الوليد¹" في المسجد الأموي

لحزنك آذان أهل البيت و بكاء الكربلائيين.

 


في المسجد الأموي

 علقتُ صوتكِ ايقونةٌ مريميّةٌ

و أصبحتُ أعيدُ على قلبي كلامَ العارفِ

و الواقف

و الورّاقين القابعين خلف "ابن عربي"

فصار كلامُكِ الحزينُ مرثيةً إلهيةً تشغل الناسَ النُّسكِّ

بمواجعِ الخليقةِ

و أكونُ كأيِّ معاصرٍ لا أتوّجُ بالفرحِ إلا قليلا.

 

 

غريبٌ عن المطرِ

و دارُكَ منهلٌ يسحُّ منه ماءُ الورق

و أقوالُكَ تسقط في الريح

يسدُّ نسجُكَ باللغةِ كوةً كمن يرتّقُ ثوب "الخطاب"

دوّنتُ كالورّاق جسرا من الحرف أو التَّنك

صيدُكَ حرفٌ قرب قلبكَ المنجلي يقطفُ الوردةَ الدمشقية

دون أن يرتفع ذلك المهماز في خاصرة الفرس

 
 
 

عُدْ معي للمطر

و اشتعلْ في أسفل شجرة واقفة

إن المطر يهرُّ إليكَ

أيها النائم في ظل قمر كونيٍّ و قرويٍّ

منفصلٍ

عند ارتطام سماء الأرض بصخرةٍ ساجدةٍ على عتبة بيتكَ

 الضائع

 

  

كيف سار الهواءُ قربكَ

و جرح النافذةَ الملتقى

و هربتَ في الشوارع

تمزق قميصكَ بيديك

و تشعل غصنك كسيجارة مرت بها النار

فبكت

عليك

و على كأس الشاي اللذيذ

 

  

قمْ و انهرْ بحروفك عنقَ الأفق

كي لا يستقر في حَجرها حزنُ السيداتِ الشهيراتِ

و كي لا يهزّ ذئبٌ جائرٌ بيوتَ الصحراوياتِ

و يجيّرَ تفاصيل دربٍ هالكةٍ من رمادٍ لا يقوى على نارٍ

أخرى

فتنوحُ بناتُ آوى على سفحٍ يغشاه الليلُ

و الوجدُ

و تفاصيلٌ غاليةٌ

تحيلُ حزنكِ لقيامةٍ و شجرٍ مائلٍ

فتنحتُ ريحُ صرصرٌ قلبيَ و حوافرَ الأحصنةِ

فالفارسُ يحاربُ في "البسوس"

و يؤوب الليلةَ أكثر حزنا و اشدْ

 

  

يسري حزنكِ كالسلكِ النحاسيِّ

يعلّقُ وجهكِ قمرا ورديا في القرى

و أكوّن الفراغَ

كي تكتبَ الروائيةُ فيكِ ملهاةَ الحبِّ في المدن التي أصاخت

 الى صوت الكمنجات

و نداءٍ كالعويل و كالوداد.

 

حزنكِ

بوصلة الهارب

و صلاة الله على الأنبياء

فعندما تحزنين ينام الكون كالرضيع على صوت ينّهمرُ من

 ساعةِ الحائط.

 

  

حزنك ابرة

و شرشفٌ أبيض

 

حزنك كل لغات العالم

لغة الريح حزنك

و لغة سينمائية

 

 


حزنك يغييرني

حزنك مهمازٌ و قلبي فرس الشمال

حزنك خمرة

و كأس

حزنك يجاهر بالحدث الجليل

حزنك شلل المقاتل

حزنك سُمٌّ جديد لكيلوبترا

حزنك لا يطاق

 

**تنويه تم نقل قبر خالد بن الوليد قصدا من حمص الى المسجد الاموي في دمشق