Friday, August 05, 2005

في اختبارِ الهواءْ

في اختبارِ الهواءْ

فيكَ ما يُرضي يديَّ
فنمْ،
قلتُ: نمْ
يحفظكَ الجيرانُ والرُّسلْ
أيّها الرّجلُ السيّدُ فينا، الرّامي النّحاسَ في خِزانةِ الضُّحى
تلفَّعْ بالتّراتيلِ
وأقوالِ الصّالحين ،
ثمَّ نمْ

نمْ
ها أنتَ تُقيلُ شهودَكْ
نمْ
فكلُّ دربٍ فيكَ :
حرفةٌ نائيةْ
أيّها العارفُ
ارفُ لي ظلّيَ
لأَمدَّ باعي
في اختبارِ الهواءْ

حزيران 1995

بيتي

بيتي

برملٍ قليلٍ
و قشْ
أبني بيتي وأحلامي

برملٍ قليلٍ
وريحٍ تزورُ قلوب العربْ
أبني بيتي وأحلامي

برملٍ قليلٍ
ودمعٍ قديمْ
أبني بيتي وأحلامي

برملٍ قليلٍ
ودمٍ ماردْ
أبني بيتي وأحلامي

بطفلٍ وابنتينِ
وامرأةْ
سأبني بيتَ أحلامي


‏April 5, 2002
جدة

الجهات


الجهات


كثيرٌ دخولُكِ عليّ
و أنا
جدولٌ يلهثُ كلَّ يومٍ
في إنائكِ

ذاهبٌ مع الذئبِ
أنا
الأعزلُ
و صديقيَ يعوي
و يلعبُ
في الرمالْ

أمّا الجهاتُ … فتسيلُ
وتشهقُ
في ارتفاعِ القولِ
والنداءِ
فاروِ للضحى سجايا الندى
والظلِّ
و قلِّبْ في الهاجرةِ
قرصَ البحرِ
كي تسقطَ في حِجريَ
الرُّطَبْ


28/3/2002
جدة

برج القوس

برج القوس

أ-
" في البدءِ كان اليمْ "
.. و الآنَ يجرجرُ المطعونُ غبارَهُ
ينحني في الهاجرةْ
عند ركبتي العماءْ

ب-
و" ابتسامُ " ميدانُ العذوبةِ
خيولُ الموجِ
تدافعتْ تحاورُ الاستواءَ العالي
عند ارتفاع الدهشةِ الاولى
و قالتْ :
لنْ أزُفَّ الى الترابِ حبيبي
أنا فتاةُ الماءِ ..
اغتسلتُ تحت عرشِ الدوالي
بالبارودِ
و الحنّاءْ
هرّبتُ نهديَّ من حمحمةِ خيلِ الرّبِّ
لبستُ الديباجَ ، الأساورَ ، تيجانَ الشجرِ
و مشيتُ على كتفِ الفراتِ
أُخبرُ أهلَ الشمالِ ، أهلَ الجنوبِ:
رأيتُهُ يقودُ الثورَ في بابلْ
و ينامُ قرب اللذّةِ مشنوقاً بالفتنةِ
و التبرُّجِ
حتى اذا جاءَهُ الجسدْ
كان من الساجدينْ .

ج-
هيَ " أبتسامُ "
قال الماءُ للرَملِ المُسخّنِ
في حِجْرِ التوابلْ
حبيبُها فضَّ اللجاجةَ وطافَ حولَ نصْلِ
الفاتحةْ
جاءها بالأرضِ و الألواحِ
يسعى
من قرطٍ يلوِّحُ بالزجاجِ
حتى أباريق الفضَّةِ
مُوثَقاً بالشهيقِ والسهوبِ
يجمعُ الدنيا ، يُطيُّرها
و يحزُّ ريفَ الريحِ بحدِّ الثرثرةْ :
أنا آخذُ المواسمَ وأسرابَ الطيورِ
أرشُّ بالتوتِ والنعناعِ
صدرَ البياضِ / السراب
زبدَ النجومِ
و أنثني
قبلَ
الخُيزرانْ

تشرين الثاني 1995

وردةُ النائم

وردةُ النائم

و الذي ينامُ أبكر من وسادتِهِ
يُخرِجُ بِساطَ
الوردِ
و النارْ ..

1-
حيثُ يتبارى مع النهرِ الحصانُ السابحُ في عدوهِ،
ميدانهُ اللمّاع
سيّجتُهُ بالسفرِ المتراكمِ في كبسولةِ الوردةِ النّاهدة ْ
هواؤكِ – أباركهُ – يشيِّدُ على تخومِ الورمِ
ظلامَهُ الصدفي..
أستسلمُ : القُبلةُ سفرٌ متقطعٌ
بوتقةُ أغنيةْ

2-
منْ هزَّ الارضَ كي أنامَ في انشغالِ
الجيران ِ بتلاوةِ الكتابِ على الذاهبين؟
و تركَ نجمتهُ بلا اتساعٍ – في أيلولَ -
ليراني؟

: هذا الوجعُ متواضعٌ يكفي اثنينْ
كي يكونَ احدهما منفياً
و الآخرُ قطارْ :
الحزنُ وقتٌ كاملْ

3-
وجهُ الغريقِ سِجّادةْ
قلبُ الهاربِ مِرساةْ

و يديْ تلطمُ موجَ النحسِ
بالأدعيةْ

4-
خذْ ضبابَ الوقتِ
خذْ نارَ الفروعْ
يا حامي الهواءِ – في نشوتِهِ – من اندلاقِهِ في البحرْ
إرفعْ عن وردةِ النائمِ
قُرصَ الندى قليلاً
كي نراهْ.

5-
شمَّعتَ كأسَ الملحِ
و استدرتَ للإسفنجِ

: الزجاجُ والنومُ والبطحاءُ
زوجاتُكَ الآن ْ
فعرّجْ على ابنة الرملِ
المُبللْ

تشرين الثاني 1991
دمشق

التّوالد

التّوالد

1

بالمعصمِ النّاهضِ فضةً
ليَّنتِ كلَّ الهواءِ
عفَّرتِ بالوداعِ قمرَ دمشقَ
فساحَ على النّافذةِ
وغفا
.. و الآنْ :
أغصُّ بالحنينِ وفَقْدِ الأمكنةْ
أستترُ وقتَ النّداءِ بين الرّاحتينِ
و أُجاورُ الوعدْ
2
ها جئتُ إليكِ
طيراً
يتفَقدُ بالحنينِ الريحَ
اتكاءاتِ الياسمين الاولى
نوافذَ الشّمعِ
المغلقةِ بالدوالي
و النايُ يسندُ الزّفرةَ
يلوِّحُ للخارجين خلفيَ
بالنداءاتِ
بالنفي في غبارِ الرحيلْ

3
بلِّليني ..
بلِّليني ..
انا مجدُكِ
استبيحي فصوليَ
اخطفيني في غزوكِ الاولِ
من اللئامْ

.. كأنني أرانا نتوالدُ في الخسارةْ

4
و النّاسُ
يرفعونَ الرثاءَ سريعاً
لمَ كلُّ هذا الوجعْ .. فأنحازُ إليكْ ؟
و لا أتراجعُ في البحثِ عن احتمالاتٍ أُخرى ..
هي أنتْ
لعليَ السلامُ
لعليَ الحربُ
و إذْ يتقاربُ الثقلانِ أنامُ :
كأنيَ منفايْ

ايار 1991

أول البرِّ .. مرآة الغزالْ


أول البرِّ .. مرآة الغزالْ


أولُ البرِّ يسبيني
فأرسمُ وجهَ محبوبي
فاتحًا عينيه على البحرِ
يتساقطُ خدّا خدّا
على الرمل الوهّاج :
نخلتان يداه
و أنا منارة تتلوّى
و تنبسطُ .

أولُ البرِّ آخرُه :
سَفرٌ الى المماليكِ
سَفرٌ إلي
سَفرٌ من شهد ٍاذا
شَهِدَ الزمان عليّ

أول البر:
نومٌ على نومْ
فقمْ و اقْعِد الغزالَ على الصخرةِ
ثمّ .. ثمّ اسقطْ راقصًا في الماء

: أول البرِّ مرآةُ الغزالْ

أول البر
برّيْ
و لا قدمٌ لديْ
لا سكنْ
علّقتُ بالنخلةِ قلبي
و اهتديتُ :
ان هوايَ هو الهوى .

أول البِّر
هبوبُ النار حول عنق الفرسْ
و انهمارُ الغروب عليّ
على الجبلْ
فرَّ الغزالُ مني
و أنا على شاطئ الغبشْ
أدورُ ... أدور
و ألْوي عنقَ الفرسْ

أول البرّ
المروجُ و السفوح و نهاياتُ الجسدْ
بين شجرتينِ
علَّقتُ سريري
و غطّيتُ القمرْ

تموز2002
دمشق

Thursday, August 04, 2005

بسيطٌ جداً حبيبي

بسيطٌ جداً حبيبي

1

بسيطٌ جداً
حبيبي
يخرجُ و الظنُ
لديهِ دروبٌ تميلُ
يرشُّ
بالرحيلِ
ظهري
فأسندُ قلبي اليه
و أعلِّقُ الفاكهة.

2
أيا أهلَ الشام
منذُ بيتٍ صغيرٍ كان لي
فلا تدلقوا ماءَ عنبكم
في بردى
فقدْ غسلتُ شعريَ بالزيتِ البلدي
كي لا يؤجلَ عُريي
حبيبي
و يسكبَ اصبعاً في الشمعدان

3
أنا يا عمري أنتْ
في درجاتِ الهوى
شجرةٌ ونهر
يدانِ و قاربْ

فابتسمْ لي
وعُدْ بالرمانِ والتينِ
حبيبي

4
ردَّ بيسرٍ النعاسَ
إلي
فشرَّدَني

أمس
قطفَ زهرةَ السوسن
فبدا
قديراً
كي يرحلْ

5
أيُّ شجرٍ قصيرٍ
تركْ
أيُّ مطرٍ عالقٍ
أيُّ مُنعطفْ

6
حسبتُ يديه
تفركُ الدرَّاق
حسبتُه
غافلَ القنديلَ
قليلاً
رأااااني
حسبتُهُ احترقْ

جدة
تموز 2003

يونس عطاري