سرمد
في الحانة التي
يتسرب البخار اليها من محل مجاور يختص بكي الثياب العتيقة اتذوق طعما رطبا
جدا يكسو حلق الغياب كلما اخذت رشفة من فمها و هي تضرب سهامها في المرآة المقعرة
في تلك الحانة كنت ارى كل السوائل السرمدية غير المتقطعة و هي تندلع على ركتبي كأنها حمم تتمرن على تشكيل
العالم من جديد في حضني
في قعر المرآة السحيق كنت اراها تغتسل و تتكسر كأنها جرة يسيل منها
العسل كمن يخرج للدنيا من بوابة الاخرة طريا معذبا و شقيا قرب سكة حديد ينمو على
جانبيها عشب و زهر و حبات قمح هربن في الصيف الفائت من حقول بعيدة.
دعْ ماءَ النعمةِ ان يتبرجَ عند خروج الخيل للحربْ، كبنتٍ
في رواية شهيرة جعلتْ الرواي يجهش كلما خسر بطلا اصيلا فشل بان يكوّن فراغا مناسبا
للشجرة التي تبحث عمن زرعها لتشكره فلا تجد غير ظلها يمسّد ترابا تقف عليه في وجه
الريح
No comments:
Post a Comment